سورة النجم - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (النجم)


        


{وَأَنْ لَيْسَ لِلإنْسَانِ إِلا مَا سَعَى} أي: عمل، كقوله: {إن سعيكم لشتى} [الليل- 4] وهذا أيضًا في صحف إبراهيم وموسى.
وقال ابن عباس: هذا منسوخ الحكم في هذه الشريعة، بقوله: {ألحقنا بهم ذريتهم} [الطور- 21] فأدخل الأبناء الجنة بصلاح الآباء.
وقال عكرمة: كان ذلك لقوم إبراهيم وموسى، فأما هذه الأمة فلهم ما سعوا وما سعى لهم غيرهم، لما روي أن امرأة رفعت صبيًا لها فقالت: يا رسول الله ألهذا حج؟ قال: {نعم ولك أجر}.
وقال رجل للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي افتلتت نفسها، فهل لها أجر إن تصدقت عنها؟ قال: {نعم}.
وقال الربيع بن أنس: {وأن ليس للإنسان إلا ما سعى} يعني الكافر، فأما المؤمن فله ما سعى وما سعي له.
وقيل: ليس للكافر من الخير إلا ما عمل هو، فيثاب عليه في الدنيا حتى لا يبقى له في الآخرة خير.
ويروى أن عبد الله بن أبيّ كان أعطى العباس قميصًا ألبسه إياه، فلما مات أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم قميصه ليكفنه فيه، فلم يبق له حسنة في الآخرة يثاب عليها.


{وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى} في ميزانه يوم القيامة، مأخوذة من: أريته الشيء.
{ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الأوْفَى} الأكمل والأتم أي: يجزى الإنسان بسعيه، يقال: جزيت فلانا سعيه وبسعيه، قال الشاعر:
إنْ أجزِ علقمةَ بنَ سعدٍ سَعْيَه *** لم أجزِه ببلاءِ يومٍ واحدٍ
فجمع بين اللغتين.
{وَأَنَّ إِلَى رَبِّكَ الْمُنْتَهَى} أي: منتهى الخلق ومصيرهم إليه، وهو مجازيهم بأعمالهم. وقيل: منه ابتداء المنة وإليه انتهاء الآمال.
أخبرنا أبو سعيد الشريحي، أخبرنا أبو إسحاق الثعلبي، أخبرني الحسن بن محمد الشيباني أخبرنا محمد بن سليمان بن الفتح الحنبلي، حدثنا علي بن محمد المصري، أخبرنا أبو إسحاق ابن منصور الصعدي، أخبرنا العباس بن زفر، عن أبي جعفر الرازي، عن أبيه عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وأن إلى ربك المنتهى}، قال: «لا فكرة في الرب»، وهذا مثل ما روي عن أبي هريرة مرفوعًا: «تفكروا في الخلق ولا تتفكروا في الخالق» فإنه لا تحيط به الفكرة.


{وَأَنَّهُ هُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى} فهذا يدل على أن كل ما يعمله الإنسان فبقضائه وخلقه حتى الضحك والبكاء، قال مجاهد والكلبي: أضحك أهل الجنة في الجنة، وأبكى أهل النار في النار. وقال الضحاك: أضحك الأرض بالنبات، وأبكى السماء بالمطر.
قال عطاء بن أبي مسلم: يعني أفرح وأحزن، لأن الفرح يجلب الضحك، والحزن يجلب البكاء.
أخبرنا عبدالواحد بن أحمد المليحي، أخبرنا عبدالرحمن بن أبي شريح، أخبرنا أبو القاسم البغوي، حدثنا علي بن الجعد، أخبرنا قيس، هو ابن الربيع الأسدي، حدثنا سماك بن حرب قال: قلت لجابر بن سمرة: أكنت تجالس النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم وكان أصحابه يجلسون ويتناشدون الشعر، ويذكرون أشياء من أمر الجاهلية، فيضحكون ويتبسم معهم إذا ضحكوا- يعني النبي صلى الله عليه وسلم-. وقال معمر عن قتادة: سئل ابن عمر هل كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحكون؟ قال: نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل.
{وَأَنَّهُ هُوَ أَمَاتَ وَأَحْيَا} أي: أمات في الدنيا وأحيا للبعث. وقيل: أمات الآباء وأحيا الأبناء. وقيل: أمات الكافر بالنكرة وأحيا المؤمن بالمعرفة.
{وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأنْثَى} من كل حيوان.
{مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى} أي: تصب في الرحم، يقال: منى الرجل وأمنى. قاله الضحاك وعطاء بن أبي رباح. وقال آخرون: تقدر، يقال: منيت الشيء إذا قدرته.
{وَأَنَّ عَلَيْهِ النَّشْأَةَ الأخْرَى} أي: الخلق الثاني للبعث يوم القيامة.

1 | 2 | 3 | 4 | 5 | 6 | 7